كتب د-محمد عمارة في المصري اليوم بتاريخ 09-03-2009
لماذا أنت غاضب من وزارة الزراعة؟.. وما اقتراحاتك؟
أولاً: أن «يتنازل» السيد الوزير، «وينزل» ولو مرة فى الشهر يزور المزارعين.. يشجع المربين.. يهتم بالصيادين.. يجلس وسط الفلاحين.. يقعد على «طبلية».. يشرب من «القلة».. يقترب من الناس.. يتعرف على أحوالهم المزرية.. البؤس، والفقر الدكر الذى يهد حيلهم.. وليفهم معنى أن إنساناً.. رب أسرة عاجز عن سداد ألفى جنيه، ومهدد بالسجن نتيجة لسياسات الوزارة التى «اشترت دماغها»، ورفعت يدها لتترك المزارع المصرى وحده يواجه قدره المحتوم أمام الارتفاع الفاحش والرهيب فى تكاليف الزراعة (الأسمدة زادت ١٥٠٪.. والجاز أو الكهرباء ١٠٠٪.. والرواتب ١٠٠٪.. علماً بأن أسعار المنتجات بالمزارع تراجعت بنسبة ٥٠٪).. ولهذا وقع المزارعون فى «حيص - بيص» بعد أن أصبحت «الفلاحة.. مناحة» لا جدوى منها!!
ثانياً: مطلوب فوراً.. عودة «الجمعيات الزراعية».. كما فعلت وزارة التجارة، وأعادت دور الجمعيات الاستهلاكية، ويكفى «المزارع» أنه سيجد سماداً ومبيدات سليمة وليست مغشوشة «الآن طن الأسمدة ١٩/١٩ والمفترض من اسمه أنه يحتوى على ١٩٪ أزوت + ١٦٪ فوسفور» بالتحليل ثبت أنه عبارة عن «ملح» ضار جداً بالتربة.. أو أنه لا يحتوى إلا على ٦٪، وبالتالى كأن الفلاح يدفع ٣ أضعاف الثمن.. وهكذا دواليك فى كل المدخلات!!
ولماذا لا تنشأ «هيئة للسلع الزراعية» تشترى وتستورد بنفسها، وتضيف هامش ربح معقولاً فتوفر كل احتياجات الفلاح بعيداً عن الغش والمبالغة فى الأسعار.. ولكم فى هيئة السلع التموينية نموذج يا أولى الألباب.
ثالثاً: أن تعلق «خريطة» على باب وزارة الزراعة، وفى كل مديريات الزراعة بالمحافظات، موضح عليها «المساحات» الصحراوية المتاحة للبيع.. على أن يكون سعر الفدان مكتوباً على كل موقع نرغب فى استصلاحه وزراعته.. و«المحروسة» باعتراف الدولة.. أن لديها ٤ ملايين فدان صالحة، ولها مقننات مائية متوافرة.
حالياً اذهب إلى وزارة الزراعة واطلب شراء ٥ فدادين.. أو مائة أو ألف فدان.. أتحدى أن يدلك أحد، إلا إذ كنت من النافذين، أو جاى من فوق قوى.
ما يحدث حالياً هو أن تشترى «وضع اليد» من الأعراب.. وتستأجر مجموعة بلطجية مسلحين للحراسة.. وتتأبط ٢٥ خريطة مساحية.. وتدوخ خمس سنوات وبالواسطة أو بالرشوة تحصل على «الموافقات».. ثم تبدأ رحلة العذاب، وتصرف دم قلبك.. وتتلطع أمام مكاتب كبار صغار الموظفين بعد أن تحصل على تأشيرات «فشنك» من الوزير.. ثم تحصل على شهادة إثبات الجدية.. وبعد ما اخضرت الصحرا.. هتحلى فى عينهم.. وباسم الحفاظ على المال العام.. سيصدر «الفرمان» ويحدد لك سعر الفدان على مزاجهم، وإذا لم تقبل، ورجلك فوق رقبتك.. «البلدوزر الحكومى» جاهز، يجيب لك عاليها x واطيها.. ويتم تجريسك على صفحات الجرائد بتهمة استيلائك على «أملاك الدولة»!!
٤ ملايين فدان يمكن بيع ٢ مليون للمصريين + ٢ مليون «بحق انتفاع» للعرب والأجانب x متوسط ١٠ آلاف جنيه للفدان = ٤٠ مليار جنيه + ٢ فرصة عمل لكل فدان = ٨ ملايين وظيفة + ٦ أطنان منتجات x ٤ ملايين فدان = ٢٤ مليون طن غذاء. «مصر تستورد سنوياً ١٣ مليون طن حبوب + زيوت + سكر» قيمتها ٥ مليارات دولار!!
رابعاً: أن يتم فوراً تسليم «عقود الملكية» لكل مزارع حصل على الموافقات، وأثبت الجدية، ووافق على السعر الذى حددته الوزارة ٢٥٠ ألف عقد x مليون جنيه متوسط قيمة العقد = ٢٥ مليار جنيه محبوسة عن الاقتصاد القومى.. «واحد» يقول لنا السبب.. ولماذا؟
خامساً: من الـ٦٥ ملياراً.. «نسقط» فوراً ديون الفلاحين.. نشطبها لكل مديونية أصلها عشرة آلاف جنيه.. وقبل أن يتم سجن ٧٠ ألف فلاح نهاية هذا الشهر حتى بعد مبادرة الرئيس، (الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة ومن داخل أصغر مزرعة بغرب الجزائر أعلن عن إسقاط كامل مديونيات الفلاحين بقيمة ١٤ + ٤١ مليار دينار) فى دولة متوسط دخل الفرد هناك ٧ آلاف دولار!!
سادساً: حد يقول لنا.. ماذا أنتم فاعلون فى كل المشروعات المتوقفة حالياً.. ومنها:
مشروع غرب كوم أمبو ٢٤٠ ألف فدان.. مشروع العوينات ٢٥٠ ألف فدان.. ترعة الشيخ زايد قبل مارينا ٨٠ ألف فدان.. غرب النوبارية ١٠٠ ألف.. وادى النطرون ٢٠٠ ألف.. شمال سيناء ٢٢٠ ألفاً.. توشكى ٥٤٠ ألفاً.. وما قيمته نصف مليون حول بحيرة ناصر.. ونصف مليون بالساحل الشمالى ومرسى مطروح.. ونصف مليون بسيوة والواحات و... و... و... كلها صالحة وجاهزة للزراعة؟؟؟؟
وماذا نحن فاعلون بعد انتهاء الأزمة المالية العالمية، وعودة «أزمة الغذاء» حتماً خلال عامين ثلاثة؟ والله يا سيادة رئيس الحكومة.. لو كان هذا يحدث فى موزمبيق أو بوركينا فاسو لطارت رؤوس.. وانقلبت حكومات.. وتم تعليق المسؤولين من أرجلهم فى ميدان عام!! ونهضت مفزوعاً على صوت «المنبه» لأكتشف أن «الكابوس» يستحق الفزع!!