v وكان البحث العلمى الذى أعده ثلاثة من أساتذة كلية العلوم بسوهاج وقام بعرضه د/ أحمد محمد يوسف حول " الظروف الجيولوجية وفرص التنمية حول الطريق المقترح بين سوهاج والوادى الجديد " من أكثر الأبحاث جديه ، وقد اثار العديد من التعليقات والمناقشات :
فحيث تعتبر محافظة سوهاج من أكثر محافظات مصر طرداً للسكان ويشير تقرير التنمية البشرية لعام 2004 أنها تحتل المرتبة قبل الأخيرة من حيث التنمية . يرجع ذلك إلى موقع محافظة سوهاج التى تعتبر منطقة مغلقة ومحاصرة من الشرق والغرب بهضاب مرتفعة يصعب التعامل معها لا يتعدى عرض الوادى فيها حوالى 15 كم ، يعيش فيهم أكثر من 4 مليون مواطن ، ومما يضاعف من حجم مشاكلها غياب المشروعات التنموية الكبيرة التى تستوعب عدد كبير من الأيدي العاملة .
من أجل ذلك أهتم قسم الجيولوجيا بكلية آداب سوهاج منذ إنشاءه عام 1975 بالبحث والاستكشاف فى جبال المنطقة لمعرفة الظروف الجيولوجية وما تحويه من ثروات طبيعية ، وكان من نتائج ذلك العثور على ثروات مثل الحجر الجيرى والرخام والطفلة والألباستر وغيرها . وقد ساهم ذلك فى وضع خريطة استثمارية تعتمد على الاستفادة من هذه الثروات الطبيعية المتوفرة فى المحافظة تقوم على عدة محاور هى :
1- إقامة مشروعات تنموية كبرى مثل مصانع الأسمنت والأسمدة والطوب الطفلى .
2- فتح محاور تنموية ( طرق إقليمية ) تربط سوهاج بالمحافظات المجاورة .وفى هذا المجال تم اقتراح مشروعين كبيرين وهما:
أ- طريق سوهاج – الغردقة والذى يربط بين سوهاج ومدن البحر الأحمر يتفرع منه طريق فرعى لربط محافظة أسيوط بمدن البحر الأحمر وبذلك نكون قد كسرنا الحصار الذى تفرضه الطبيعة على محافظات جنوب مصر علماً بأن انشاء هذا المحور ليس بقصد الوصول إلى البحر الأحمر فقط ولكن الهدف الأساسي هو فتح أفاق للتنمية الصناعية والزراعية والعمرانية والاجتماعية فى المناطق المحيطة بهذا الطريق .
ب- لكسر الحلقة الأخرى من الحصار فقد تم اقتراح محور يربط سوهاج بالوادى الجديد لفتح آفاق التنمية حول هذا المحور المقترح وكسر جدار العزلة بين سوهاج والوادى وخاصة أن معظم سكان الوادى الجديد ودرب الأربعين من أهالي محافظة سوهاج وتربطهم علاقات اجتماعية مع ذويهم فى سوهاج ، حيث انهم يسلكون للوصول من والى سوهاج أحد طريقين ، إما طريق سوهاج – أسيوط- الخارجة بطول 350 كم ، أو طريق سوهاج – الأقصر- الخارجة بطول 350 كم أيضاً . وذلك يزيد من تكاليف السفر ونقل البضائع من وإلى الوادى الجديد . كذلك فأن إنشاء هذا المحور سيفتح مجالات جديدة للتنمية ويسهل الوصول إلى أماكن الثروات الطبيعية التى يمكن استغلالها . كما انه سيفتح الطريق أمام التوسع العمرانى غربا ( التوسع فى استغلال الظهير الصحراوي ) ويخفف الضغط على الأراضى الزراعية المهددة من الزحف العمرانى .
هذا وقد تم عرض مجموعة من الخرائط توضح المسح الجيولوجي للمنطقة وخصائصها ومسارات الطرق المقترحة . والآثار البيئية لهذه الطرق على المناطق الحيطة بها.
v وفى الجلسة الأخيرة والتى كانت برآسة آيات الميهى إحدى شابات جماعة تحوتى . ومسؤولة اللجنة الاقتصادية بها ، قدم د. فوزى حسن عبد القادر ورقة بحثية حول" تنمية مناطق الألغام بالساحل الشمالى" ذكر فيها : أن مصر تعتبر من أكثر دول العالم تضررا من مشكلة الألغام حيث يبلغ عددها والأجسام القابلة للانفجار نحو 22 مليون لغم تمثل ما يزيد على 20% من إجمالى الألغام المزروعة فى العالم. كما يبلغ إجمالى المساحة المزروعة بالألغام نحو 248 ألف هكتار. وقد نشأت المشكلة الرئيسية للألغام فى مصر بفعل مخلفات الحرب العالمية الثانية عام 1942.
- أدى وجود تلك الألغام والأجسام القابلة للانفجار إلى العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية لمصر، حيث تسبب فى عدم إفادة مصر على مدى أكثر من 60 عاما من مناطق واعدة مزروعة بالألغام ، وتوقف استصلاح نحو نصف مليون فدان صالحة للزراعة بالساحل الشمالى الغربى ، واستكمال مشروع ترعة الحمام الضبعة فالمنطقة تتميز بإمكانات صناعية وسياحية و الكشف البترولى والتعدينى بالإضافة إلى صلاحيتها لكونها مركزا استثماريا للعديد من الصناعات. كما أنها تشكل أحد مراكز السياحة الوطنية والإقليمية والعالمية وكذلك الجذب السكانى بين الإسكندرية ومطروح.
- وتشير البيانات إلى أن إجمالى الخسائر البشرية منذ عام 1945 فى نطاق الصحراء الغربية بلغت 8393 فردا منهم 722 قتيلا و7671 مصابا بجانب وجود الكثير من الحالات غير المسجلة.
والصعوبات التى تواجه إزالة الألغام بمصر تتمثل فى: عدم استقرارها فى باطن الأرض بسبب حركة الكثبان والسيول، وتحرك أماكن الألغام مع حركة الرمال، إلى جانب عمق وجودها، وعدم وجود تسجيلات دقيقة لأماكن حقول الألغام بالإضافة إلى التكلفة الباهظة لإزالتها والتى تقدر بـ 250 مليون دولار طبقا لتقديرات وزارة الدفاع. MMC, 1999, UNMAS, 2000.
وتحرم المنطقة من إمكانيات التنمية لغياب قاعدة معلومات أرضية رقمية عن المصادر الطبيعية (أرض – مياه – نبات – بشر) بالمناطق المتأثرة و تردد وعزوف السكان المحليين عن استخدام وتنمية المناطق المطهرة من الألغام.