محور طنطا
تقع طنطا فى قلب دلتا النيل . و تمتد جذور إسمها إلى اللغة المصرية القديمة ، حيث أن " طـا " تعنى بلد ، أى أن طنطا معناها " بلد البلاد " تفرع من طنطا طرق عديدة تربطها بمدن الدلتا جميعا فى كل الإتجاهات . لذلك قد أختيرت طنطا لامتداد محور أساسى لممر التنمية و التعمير المقترح .
يمتد محور طنطا من الأرض الزارعية فى منتصف الدلتا غربا مرورا بأرض صحراوية مستوية . لذلك يجب التخطيط للإعمار فى الأخيرة للإقلال من الضغط على التربة الزراعية . يمكن أن تكون أول الأماكن المختارة هى لإقامة مدن و قرى جديدة تبدأ على حدود الأراضى الزراعية الخصبة و تزداد إلى الغرب رويدا رويدا مع الزمن حتى يتم إعمار الأراضى على طول المحور بين الأراضى الزراعية الحالية و حتى المحور الطولى فى الغرب .
فى حالة التوسع السريع الذى ينتج عن تكدس على جانبى المحور العرضى ، يمكن إنشاء طرق من الشمال إلى الجنوب عبر المحور لاستمرار التوسع السكانى خارج حدود الدلتا هكذا يعتبر هذا المحور بعدا جغرافيا جديدا لمحافظة الغربية ، أكثر محافظات الدلتا إختناقا على الإطلاق .
مع أن الغرض الأساسى لهذا المحور هو التوسع العمرانى ، فلابد أن يتزامن معه توسع زراعى و خاصة فى الأرض المستوية بالقرب من حدود الزراعة الحالية لتأمين الغذاء .
هذا و لقد أثبتت التنمية الزراعية على جانبى طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوى أن هذه المنطقة من الصحراء الغربية بها ما يكفى من التربة الخصبة و كذلك المياه الجوفية على أعماق مختلفة تسمح بالتوسع السكانى فيها . حتى إذا لم يتحقق الوضع بالمنطقة المذكورة ، فطالما أن أراضيها خصبة يمكن توصيل المياه لها من النيل كما هو الحال فى منطقة النوبارية التى تغذيها ترعة النوبارية من مياه النيل .
ليس هناك أسباب وجيهة لبقاء مصر بلد مستورد للحوم الحيوان ،حيث أنها قادرة على الإكتفاء الذاتى و التصدير .
إضافة إلى هذا يمكن تحديد موقع فى هذه المنطقة لإنتاج الطيور بعيدا عن مواقع التكدس السكانى . نذكر جميعا كارثة " أنفلونزا الطيور " و ما نتج عنها من مآسى عديدة و خسائر فادحة لأن إنتاج الدواجن كان يتم فى وسط مساكن الناس . إذا ما تمت تربية الدجاج بعيدا عن مكان معيشة الأهالى قلت إحتمالات نقل الأمراض منها إلى الإنسان ، و إزداد إحتمال نجاح المشروعات التنموية فى هذا المجال الهام ، و خاصة أن المسافة من الموقع المذكور و منتصف الدلتا بسيطة ولا تحتاج إلا لساعات قليلة للوصول من أولها إالى آخرها .
إذا تم التوسع العمرانى المنظم حول محور طنطا و تبعه مخطط مدروس للتوسع الزراعى و الإنتاجى كما سلف ، يمكن إعتباره مصدرا جديدا للإنتاج و خاصة الغذاء العضوى أى الذى لا تدخل فيه كماويات ، و الذى سوف يزداد الإقبال عليه مستقبلا . مثلا يمكن تحديد بعض المواقع للزراعات النظيفة و تهيئتها إما للتصدير أو البيع فى المنتجعات السياحية الجديدة بالقرب من العلمين حيث يفضل الأجانب هذه المنتجات الزراعية . و فى المستقبل سوف تفضل شريحة من المصريين البحث عن " الغذاء العضوى " .
يمر الجزء الغربى من المحور بالمنفذ الشمالى لوادى النطرون و ما به من آثار لتاريخ طويل . يصل المحور بعد ذلك إلى هضبة قليلة الإرتفاع يمكن تهيئتها لإقامة المصانع لأن الريح تأتى من الشمال إلى الجنوب فإن العوادم الدخانية لن تؤثر على السكان إطلاقا .
نستلهم من ذلك أن منطقة غرب وسط الدلتا مؤهلة لأن تمثل موقعا للتوسع العمرانى و كذلك مصدرا للغذاء . فى نفس الوقت لأنها تقع بالقرب من وسط الدلتا و تركيز سكانه فإن المحور المقترح يفتح مجالات عدة أمام أجيال الجيل الصاعد و يؤهل إحتمال الإبداع و بناء الثروات الجماعية و الفردية .
[img]
[/img][img]
[/img][img]
[/img][img]
[/img]