محور الأسكندرية
يبدأ ممر التنمية على ساحل البحر المتوسط بالقرب من موق العلمين . و يمتد شرقا إلى الأسكندرية و يعتبر لذلك شريان يربط الممر بشمال الدلتا . لأن المحور يوازى ساحل البحر فهو يؤهل التنمية فى قطاعى السياحة و تنمية الموارد السمكية ، إضافة إلى زراعة الفواكه التى تزدهر فى هذا المناخ .
بالنسبة للقطاع السياحى يمكن أن ترقى المنطقة إلى مستوى عالى جدا ، أولا لأن للمكان أهمية تاريخية فى أوروبا ، و ثانيا لأن الشواطىء تتكون من حبات الحجر الجيرى الناصعة البياض جميلة المنظر ناعمة الملمس ، وثالثا لأن مياه البحر بالقرب من العلمين هادئة تحميها الطبيعة الجغرافية للمنطقة . لذلك يمكن التخطيط الشامل لعشرات من المشاريع السياحية على أعلى المستويات العالمية لتحقيق طفرة سياحية تعادل أو تفوق كل ما يعود على مصر من السياحة فى الوقت الحالى على غرار ما تم من مبادرات فى دبى لجذب السياحة العالمية فى صورة غير مسبوقة .
يعلم المصريون أن السياحة الراقية تجذب أغنياء الناس من العالم و تفتح آفاق كثيرة لعمل المواطنين و المواطنات و تأتى بمنفعة للإقتصاد القومى ومن دخول العملات الحرة . هذا يعنى أن الفنادق الفاخرة و المصحات الراقية و الفيلات و مراسى اليخوت و سبل المواصلات السهلة كمطار خاص يجب الفكر فيها و أغنياء الناس فى الحسبان و بناء عليه لا يجب فتح الباب لتجمعات جديدة لموظفى الحكومة أو الجمعيات الأهلية و ما إلى ذلك فى تلك المواقع ، و يكفى ما يتواجد لهذا الغرض بطول الساحل الشمالى من مشاريع سياحية داخلية موسمية لأنها محدودة الفائدة بالنسبة للإقتصاد القومى .
إضافة إلى السياحة ، تذخر المنطقة بالثروة السمكية و يجب العمل على تنميتها . يمكن دعم المبادرات لإقامة المزارع السمكية و العمل على سرعة نقلها على مسار المحور و باقى ممر التنمية و التعمير إلى الأسواق و المدن الكبرى .
أما بعيدا عن الشاطىء فتذخر المنطقة بالتربة الصالحة لزراعة الفواكه و خاصة التين و العنب . هذه المحاصيل بالذات يتذوقها الأوروبيون لذلك فيمكن تسويقها محليا إضافة على تصديرها .
تؤهل بيئة المنطقة للقيام بما يلى :
أولا : تطهير المخازن القديمة و حفر مخازن جديدة لحفظ ماء المطر الذى يتجمع على سطح الصحراء الساحلية فى صخور الحجر الجيرى بامنطقة كما كانت تستخدم من عصر الرومان و حتى عصر الثورة .
ثانيا : تشييد مراوح هوائية لضخ المياه الجوفية من الآبار على طول الساحل .
لابد فى هذا الموقع من التخطيط لتطهير الموقع من ألغام الحرب العالمية الثانية قبل البدء فى تنميته . لقد لعب الشريط الساحلى هذا دورا لا يستهان به خلال هذه الحرب . تواجد الجيش البريطانى فى مصر و كان لزاما عليه أن يحمى حدودها الغربية من القوات الألمانية و الجيش الإيطالى الداعم فى ليبيا . لأن المنطقة المحيطة بالعلمين كانت مسرحا لمعارك حربية بين الجانبين المتنازعين فلقد اصبحت موقعا لغرس العديد من الألغام الأرضية . يقدر المؤرخون أن المنطقة تذخر بحوالى 20 مليون لغم منها المضاد للأفراد والسيارات الحربية و الدبابات . بعد انتهاء الحرب عادت الجيوش إلى بلادها و باتت الألغام فى مكانها .
لم تنجح محاولات الماضى لحث الدول المعنية علة إزالة الألغام . كان السبب الأساسى فى ذلك قولها أن أراضى المنطقة صحراء لا نفع فيها . أما إذا إكتملت خطة إنمائية للمنطقة تستلزم إزالة الألغم فلا تستطيع هذه الدول الصديقة أن تتخلى عن مسئوليتها . لذلك يجب على أولى الأمر فى مصر التسويق لمشروع حيوى للتنمية الشاملة للمنطقة يتطلب إزالة الألغام بأكملها و عرض الأمر على الدول ألأوروبية المعنية للمشاركة فى دعم المشروع ماديا و تكنولوجيا لفتح باب الإنماء الشامل فى ربوع العلمين و ما يجاورها . و هذا هو ما تقوم به حاليا السيدة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى .
[img]
[/img]
[img]
[/img][img]
[/img][img]
[/img]