١٩/ ٤/ ٢٠١٠
[ د. فاروق الباز ]
د. فاروق الباز
قال الدكتور فاروق الباز، مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن، إن مصر لم تشهد تأخراً على مدار ٧ آلاف عام حضارة مثلما يحدث هذه الأيام. وقال، فى حواره المفتوح مع طلاب جامعة القاهرة أمس، إن متطلبات الحضارة حاليا تتطلب ٣ محاور، أولها وجود فائض إنتاج الغذاء، وثانيها تقسيم العمل بين الأفراد كل حسب قدراته واختصاصاته، وثالثها وجود حياة مدنية كريمة، بحيث يستطيع فيها بعض أفراد الدولة الإبداع، وليست مثل «المدن الملخبطة التى نعيش فيها فى مصر».
وأشار إلى أن مشروع «ممر التنمية» هو المخطط التنموى الوحيد الذى يمكن أن ينقذ مصر، مشيرا إلى أن الدولة عجزت عن تمويل المشروع منذ الثمانينيات وحتى الآن، بسبب تكاليفه التى تصل حاليا إلى ٢٣.٧ مليار دولار، بعدما كانت ٦ مليارات دولار فقط عند بداية عرض المشروع على الحكومة.
وقال إن «الحل الوحيد فى تنفيذ المشروع هو طرحه للاكتتاب العام، حيث يشارك فيه الأفراد والمؤسسات الاقتصادية الخاصة المصرية والعربية والأجنبية، حتى لا نترك مجالا للفساد والمحسوبية».
وحذر الباز من تقلص الأراضى الزراعية فى مصر، بسبب البناء المستمر عليها، مؤكدا أنها تتقلص بصورة مخيفة وسريعة.
وقال: «للأسف إن المؤسسات العلمية فى مصر لم تكن تعرف مدى انحسار الأراضى الزراعية حتى عام ١٩٩٠»، مشيرا إلى أن الدكتور يوسف والى، وزير الزراعة الأسبق، فوجئ بأن التقارير التى طلبها من ٣ مراكز أبحاث، من بينها مركزان تابعان لوزارة الزراعة، كانت متضاربة فى أرقامها.
وأكد الباز أنه ليس هناك تخوف من حدوث فقر مائى فى مصر، مشيرا إلى أن هناك الكثير من المياه الجوفية فى مصر خاصة فى شرق العوينات وفى بحر الرمال العظيم، وهى مياه أنقى وأفضل من مياه النيل.
وقال إن دلتا مصر ليست بعيدة عن مخاطر غرق بعض أجزائها مثل أى دلتا فى العالم، لأنها عبارة عن ترسبات، مشيرا إلى أنه لاحظ – هو شخصيا – انحسار أراضى الدلتا عن البحر خلال زياراته الأخيرة لرأس البر. ولفت إلى أن أهم العوامل التى تؤدى لانحسار الدلتا هو انحسار الطمى عنها بعد بناء السد العالى، وتسببه فى انخفاض قوة اندفاع المياه.